الرئيسية / مجتمع / دوز : نفحات من الذاكرة  

دوز : نفحات من الذاكرة  

تتميز منطقة دوز من الجنوب التونسي و ما جاورها بعادات وتقاليد على امتداد السنة تشمل جل مناحي الحياة بشكل عام في أفراحها وأتراحها ومواسمها السنوية المتعلقة بالفلاحة وتربية الماشية والباديةوكذالك فإن الأمر ينسحب على المناسبات الدينية غالبا ويعد شهر رمضان من المناسبات الدينية الكبرى التي لها أهمية وحضوة وتقديسا في الجهة شأنها في ذلك شأن كل جهات البلاد وسائر الأقطار العربية والإسلامية حيث ينطلق الاستعداد لهذا الشهر المبارك في وقت مبكر فيتم تخزين العديد من لوازمه وبطرق معينة اذ يتم مثلا تخزين التمر المحشو في أكياس من جلود المعز “بطانه”واعداد المخضور وهو شعير يتم حصاده وهو لا يزال أخضر ويقع معالجته بعد أن يفصل عن سنابله بالطهي في الكسكاس ثم نشره ثم بعد ذالك يتم رحيه في الطاحونة ليكون جاهزا لشربة رمضان يتم كذلك اعداد البهارات من فلفل يقع تجفيفه ثم يتم رحيه أيضا راس حانوت السويقه وهي بسيسة الشعير الخاصه بالرفيسه.ايضا يقع تخزين الدهان “السمن”  وفي اليوم الذي يسبق دخول شهر رمضان يقع ذبح رأس من المعز أو الضان ويسمى ذالك اليوم “القرش” لينطلق الشهر على وقع دوي الطبل بوجبة السحور وهي على العادة عصيدة تكون إما بالزيت أو لمن توفر لديه بالزبدة العربي أما مائدة رمضان فتتكون أساسا من الرفيسه وهو تمر معجون بالدهان “السمن”مضاف اليه بسيسة الشعير والعرعار ويقع اعداده بذات الطريقة التي يتم بها اعداد العصيده ويقع تناولها في أول الإفطار مع حليب المعز أو الشنينه وهو لبن يتم مخضه في الشكوة من جلد المعز ،ثم نجد شربة المخضور و خبزة الطجين التي يتم اعدادها على نار الحطب على طاجين من الطين.ثم الوجبة الرئسية كسكسي بانواعه بركوكش و محمص وسٌفه ثم في السهرة ينطلق الرجال للمساجد لصلاة التراويح والنسوة للتزاور والتسامر.ومن أهم المحطات التي يحتفى بها في هذا الشهر ليلة 27.  والتي تتضمن العديد من العادات فهي تعد موسمامن المواسم الكبرى التي يتم فيها الذبح أو شراء اللحوم الحمراء ثانيا يتم اعداد الطعام وتقديمه كصدقة تسمى عندنا ب “عشي الميت” وهي صدقة على أرواح الموتى أيضا تقوم النسوة باعداد الحنة و البخور وهو على نوعين نوع للتطيب والتعطر ونوع ثاني للتبرك ويسمى ا ل “ثاني “مجموعة 27″ وتتمثل في مجموعة من مواد العطارة يتم وضعها في كيس”صرٌة” وإرسالها مع الأطفال ليضعوها أمام المصلين في هذه الليلة المباركة ثم يتم بعد ذالك تجميع الأموال من المصليين للإمام و الطبال ثم ينتهي الشهر بجملة العيد والتي تكون عادة في في دار كبير العرش ويتم غالبا ختان الأطفال في هذا اليوم وفي اليوم الثاني من العيد يقوم الناس غالبا في صيام 6 من شوال في ما يسمونه ب “تشييع رمضان” فهو عندهم بمثابة الضيف الذي يستوجب توديعه أملا في إستقباله في السنة المقبلة

بقلم الطاهر لطوفه

شاهد أيضاً

وفاة المخرج التلفزي عبد القادر الجربي

فقدت الأسرة الثقافية صباح اليوم الأربعاء 03 فيفري 2021 المخرج التلفزي عبد القادر الجربي الذي …

error: محتوى محمي